أخبار الورقاء

تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم

للإمام القاضي بدر الدين بن جماعة الكناني الشافعي قال المزني: “قيل لمحمد بن إدريس الشافعي: كيف شهوتُك للأدب؟ قال: أسمع بالحرف منه ممَّا لم أسمعه فتودُّ أعضائي أنّ لها أسْماعًا تتنعَّم به مثلَ ما تَنعّمت الأذنان. قيل: وكيف حرصك عليه؟ قال: حرص الجَمُوع المَنُوع على بلوغ لذته في المال. وقال: وكيف طلبك له؟ قال: طلب المرأة الـمُضِلَّة وَلَدها وليس لها غيره”. من كتاب”تذكرة السامع والمتعلم”. لا يخفى على أحد أن طلب العلم مرغوب ومبذول له كل عزيز وغالٍ، ولا بد لطلبه من عالم ومتعلم وكتاب ومدرسة، وقد يتطلب الأمر سفرًا ورحلة وسكنى بين أشخاص من بلاد شتى، فإذا كان الأمر كذلك فلا بد للصحبة من آداب وأحكام، ولطلب العلم أسس وأركان، ومعاملة العالم لها أصول وآداب، وكل ذلك في كتاب؛ تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم. ولا يرتاب عاقل أن أدب النفوس مقدم على كل شيء وتسمع بالرجل المؤدب فيشتاق له قلبك من قبل أن تعرفه، فالأدب في الإنسان كالرحيق في الأزهار، يكثر شذاه فتتمنى رؤيته العيون؛ لذلك اهتم علماء الإسلام بتزكية النفوس وتهيئتها للخيرات فكأنها أرض تحرث وترعى كي يغرس فيها فتنمى وتشرق بالمنافع والثمار. أول من صنف في هذا الفرع الجليل الإمام القاضي بدر الدين بن جماعة الكناني الشافعي رحمه الله تعالى ورتبه على خمسة أبواب؛ وهي: الباب الأول: في فضل العلم وأهله، وشرف العالم ونبله. الباب الثاني: في آداب العالم في نفسه، ومع طلبته ودرسه. الباب الثالث: في أدب المتعلم في نفسه، ومع شيخه ورفقته ودرسه. الباب الرابع: في مصاحبة الكتب وما يتعلق بها من آداب. الباب الخامس: في أدب سكنى المدارس، وما يتعلق بها من نفائس. والعلــمُ إن لم تكتنفْهُ شمائــلٌ … تُعليهِ كان مطيـــةَ الإخـفــــاقِ لا تَحسبنَّ العلــمَ ينفعُ وحـــدَهُ … مـا لم يُتـَوَجْ ربُّــهُ بخــــــلاقِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *